يبرود كلمة أرمينية وردت في الكتب الجغرافية ايبرودا. يقال أنها مشتقة من البرد
يبرود هذه المدينة الوادعة تقع عند التقاء الهضبة الثانية مع الهضبة الثالثة من جبال القلمون المتفرعة عن سلاسل جبال لبنان الشرقية وعلى بعد (74 كم ) في شمالي شرقي مدينة دمشق وترتفع عن سطح البحر حوالي 01450 م)
ان الجبال التي تحيط بمدينة يبرود تزيد منها جمالا وسحرا واهم هذه الجبال : جبل مارمرون الذي يطل على يبرود من جنوبها ويبلغ ارتفاع قمته حوالي /1660 م/ فوق سطح البحر كما يطل جبل العريض الاقل ارتفاعا من الغرب و جبل اسكفتا من الشمال و تلة القوز الكلسية من الجنوب و صخور هذه الجبال رسوبية كلسية تكونت في الزمن الجيولوجي الثالث
لقد استوطن انسان العصور الحجرية منطقة يبرود ولعل اهم المناطق التي استوطنها هي وادي اسكفتا و يعود الفضل في اكتشاف هذه الحضارة إلى العالم الالماني الشهير (الفرد روست) و قد اكتشف هذا العالم في وادي اسكفتا ثلاث ملاجئ و عثر فيها على اول اثار انسان ما قبل التاريخ السوري في مساكنه الاولى و اثبت أن هذه الملاجئ كانت مراكز سكن بشربي استمر اكثر من مئتي الف عام
ان انسان يبرود القديم و الذي عاش في اعماق التاريخ كان من اوائل من اكتشف النار و استعملها خير استعمال للتغلب على البرد و الدفاع عن النفس ضد الحيوانات المفترسة و لطهي طعامه ايضا
أن يبرود غنية بالمغاور و الكهوف التي اقام بها الانسان القديم و جعل منها مسكنا له وقد حفرها بالصخور الكلسية باشكال هندسية اغلب سقوفها على شكل اقواس و كثير من هذه المغاور قد ردم تحت منازل يبرود الحديثة و اتقنها هي الموجودة حاليا تحت شارع هنانو على بعد مئة متر من جامع الرويس وكان يوصل إليها بواسطة درج حجري محفور ولها باب كبير ويليه فسحة وبعض الغرف على طرفيها
كما يوجد في الوسط الجرف الصخري القائم على يسار طريق يبرود (قرينا)ثلاثة مغاور محفورة في الصخر ولها فتحات تسمح بدخول الانسان إليها ولكن من الصعوبة الوصول إليها بسبب ارتفاعها و الطريقة التي حفر بها الاقدمون هذه المغاور و في ذلك المكان بالذات لا تزال حتى الان غير معروفة بصورة اكيدة
و لعل من الاوابد الاثرية في يبرود هي مئذنة جامع الخضر عليه السلام القديمة و الذي بني على انقاض كنيسة و التي بدورها كانت مبنية على انقاض معبد وثني . هذه المئذنة التي تشبه إلى حد بعيد مئذنة العروس في الجامع الاموي الكبير بدمشق
كما أن كنيسة يبرود تعد من الاثار الهامة فلقد كانت فيما مضى معبا وثنيا للشمس ثم تحولت لعبادة اله جوبيتر بحجارتها الضخمة ومن الاثار ايضا عامود النمرود الذي يوجد في تل القبع و الجدار الذي يحيط بالقبع هو عبارة عن جدار لحصن عسكري لا تزال اثاره باقية حتى الان شاهدا على ذلك فقد كانت يبرود مركزا لحامية رومانية تحمي يبرود و المحيطة بها
و في القرن الثالث الميلادي اتخذت الملكة زنوبيا ملكة تدمر و الامبراطورية الرومانية من يبرود مصيفها الاثير ومقر بلاطها الصيفي و يقال أنها حاولت جر مياه يبرود العذبة بقساطل فخارية إلى مدينة تدمر ولا تزال بقايا هذه القساطل مدفونة في تراب يبرود
و في القرن السابع الميلادي اتخذ امراء الامويين من يبرود مصيفا لهم فكانوا يمارسون هواياتهم من صيد و قضاء اوقات فراغ فيها